0
طبنة مدينة الزاب والأوراس






طبنة مدينة الزاب والأوراس
في العصور الوسطى
ا- الموقع الجغرافي لمدينة طبنة: تقع آثار مدينة طبنة على بعد 4 كلم جنوب مدينة بريكة 
على الطريق المؤدية إلى مدينة بسكرة النخيل , وإلى بلدية امدوكال التابعة لدائرة بريكة 
وطبنة بلدية تابعة لدائرة بريكة ضمن باقي البلديات , تسمى الآن بلدية بيطام .
تعد طبنة في نظر الجغرافيين القدماء ضمن إقليم الزاب الواسع الامتداد الذي يوجد حداه 
عند مشارف أشير , وأطراف المغرب الأدنى أو افريقية , ويصفونها بمدينة الزاب الكبرى , أي عاصمته , وقاعدته الأولى . وتضاهي في أهميتها أهمية القيروان في افريقية وأهمية سلجماسة في المغرب الأقصى .....
آما في نظر الجغرافيين المحدثين تعتبر طبنة شط الحضنة , وفي منطقة الشطوط أي فيما يسمى بالجزائر الوسطى .- وميزة التوسط تنعكس آثارها في المنطقة , في تلقي تأثيرات الشمال البحرية, وتأثيرات الجنوب الصحراوية , وتظهر عمليا في المناخ وفي الحيوان والنبات , وفي نوع الإنتاج والكسب , ثم في أنماط الحياة الإجتماعية عموما .
- وفي إطار شط الحضنة تحتل منطقة طبنة الجزء الشرقي منه , وتمثل سهولا واسعة تمتد على بضعة كلم . وتنحصر بين وادين هامين في المنطقة هما: وادي بريكة جنوبا ووادي بيطام شمالا
- ويعتبر وادي بيطام بالنسبة لمنطقة طبنة أهم بكثير من وادي بريكة , حتى أن الجغرافيين المسلمين جعلوه السبب الرئيسي فيما تمتعت به من ثروة زراعية وحيوانية ورخاء 
طبنة وعصر ما قبل التاريخ :لم تنل منطقة طبنة حظها من الدراسة العلمية التي تكشف عن ماضيها السحيق ولم تقم فيها حفريات متنوعة وذلك على الرغم من المظاهر التي تع
دو في المنطقة من كثرة الحارون وقطع الحجارة المهذبة وغير المهذبة والتي تشير فيما يبدو إلى نشأة صناعة حجرية قديمة , وإلى حياة بشرية وحيوانية في هذه المنطقة في عصرها نا قبل التاريخ بفترتيه البعيدة والقريبة . وقد كشفت حفريات علمية عن نماذج قديمة جدا لإنسان قديم في منطقة العلمة وشلغوم العيد وتمثلها نماذج إنسان عين الحنش ومشتى العربي .
وما دام الفأس لم ينشط للكشف عن نماذج لحضارات ما قبل التاريخ في منطقة طبنة فإنما تؤكد جهلنا بحياة المنطقة في هذه الفترة الطويلة من عمر الإنسانية , كذلك العصر الفنيقي القرطاجي 
, الذي يعتبر بداية لعصر التاريخ في شمال إفريقيا كلها , فإنه هو الآخر لا يفيدنا بأية معلومات عن هذه المنطقة والسبب يبدو في طبيعة الهجرة الفنيقية أو الإستطان الفنيقي , حيث لا يهتم الفنيقيون والقرطاجيون بغير السواحل , أما الدواخل فلم تنل عنايتهم باستثناء تونس وما جاورها – إلا قليلا 
د- طبنة في العصرين الروماني والبيزنطي:لم تدخل منطقة طبنة إطار التاريخ المعروف إلا عندما استولى الرومان في القرن الأول الميلادي على ولاية إفريقية القرطاجية [ تونس] وعلى نوميديا وتمثل السهول العليا القسنطينية وعلى موريطانيا التي تمثل منطقة الأطلس التلي الأوسط وانشأوا لأول مرة ولغرض إستراتيجي طرقهم الحربية وسلسلة تحصيناتهم الدفاعية ضد السكان [ اليميس].وكانت في هذه الفترة [ القرن 1 م] تمر شمال جبال النمامشة وجبال أوراس وجبال الحضنة وجبال وانوغة. وفي الفترة التالية أي في القرن 2م وفي عهد اللأمبراطوريين الرومانيين [ تراجان وهادريان ] تقدمت خطوط اليمس نحو السفوح الجبلية لهذه الجبال السابقة الذكر , بل وتوغلت قليلا في الدواخل , وهكذا فقد استمرت في تقدمها التدريجي فيما تلا ذلك من عصور , وحسب الأحداث .
وقد تعهدها الأباطرة الرومان على مدى فترة ثلاثة قرون بالإصلاح ولتجديد خدمة لأهم أهدافهم الإستعمارية . ومن بين هذه الطرق الحربية تميز طريقا رئيسيا , كان ينطلقر من إقليم الجريد [ جنوبرتونس] ويمر ببسكرة ومنها يتفرع إلى فرعين أحدهما يمر بالقنطرة وباتنة وينتهي في معسكر لامبيس في الأوراس [ تازولت الآن] حيث كانت ترابط الفرقة الرومانية الثالثة , وثانيهما يشق منطقة الحضنة وينتهي في عوزبة [ سور الغزلان ] بعد أن يمر بحصون طبنة وزابي الررومانية قرب المسيلةويعني ذلك أن طبنة ومقرة وزابي وكذلك نقاوس وهي مدن الحضنة الرئيسية أو إقليم الزاب القديم [ من المسيلة إلى نقاوس] ابتدأت حياتها حصونا دفاعية للرومان ونقطا هامة لمراقبة سكان أودية الأنهار وسفوح الجبال أولئك الذين لم يذعنوا بعد مثل الجيتوليين [ ستان إقليم جنتوليا] للنفوذ الروماني , فكانت مدينة طبنة تراقب من يأتي من منخفضات جبال اوراس ومدينة نقاوس , وكانت بدورها تراقب ممرين يؤديان إلى منطقة الزيبان ومقرة , وكانت تتحكم بسبب موقعها في ممر وادي سبل القريب منها , ومدينة زابي كانت تتحكم في ممر وادي القصب [ وادي المسيلة الآن]........
, وبقيام نظام الخلافة الفاطمية المشاقة للخلافة العباسية تصبح طبنة ومنطقتها في ظل الوضع الجديد متمتعة بالهدوء والسكينة , هذا مع احتفاظها بقيمتها كأكبر المدن في المنطقة حتى أمر المهدي ابنه القاسم ببناء مدينة جديدة في الزاب والحضنة هي مدينة المسيلة [ 313هـ ] التي عرفت عند الشيعة باسم المحمدية نسبة لمحمد القائم الذي أشرف على تأسيسها .
عند ذلك بدأت طبنة تفقد أهميتها كعاصمة إقليمية في المنطقة .... وظفرت بهذه المكانة في العصر الفاطمي مدينة المحمدية ألتي أضحت مقرا لعامل منطقة الزاب كلها , وقد عرفت تطورا وازدهارا ومثلت دورها كاملا , أيضا نصرة للفاطميين , وكان أميرها علي بن حمدون ثم أبناؤه جعفر ويحي يشرفون على المنطقة كلها , وأصبح بلاطهم فيها مركز جذب للنبهاء والحذاق من الكتاب والشعراء مثل ابن رشيق وابن هانئ الإفريقي الأندلسي.الذي خلد جعفرا بشعره ووصفه بالملك .
وفي القرن الخامس الهجري[11م ] ونتيجة لحركات البدو وهجرات بني هلال واحلافهم من مصر إلى افريقية والمغرب الإسلامي زال الأمن والهدوء من المنطقة ......
بحيث أصبح التدهور شاملا والفوضى منتشرة وغدت الحضنة بمدنها المشهورة ..طبنة ومقرة والمسيلة ونقاوس مسرحا لقبائل بني هلال وبخاصة الأثبج ورباح وزغبة , ويبدو هؤلاء هم الذين اعطو للمنطقة اسم الحضنة , كما امدوها بزعامات قبلية وغدوا سكلنها بعناصر دموية جديدة مثلما حصل ذلك في سائر المغرب الإسلامي , وكان فرع الذواودة من رباح يهيمن على منطقة الزاب كلها بما فيها مدن الحضنة, وكانت ...
هذا بينما غدت طبنة ومنطقتها مسرحا لفروع زغبة .......]
المرجع مجلة اليراع العدد 2 /97 [ مقال للدكتور موسى لقبال] 
هذا جانب جد جد بسيط من تاريخ طبنة الحضارة , وقد أغفلت جوانب أخرى حيث الحديث يتطلب مشافهة لترسخ المعلومات أكثر ويثرى النقاش فلعل التاريخ يوما يعيد نفسه .
ابراهيم تايحي  

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
تعريب وتطوير مدونة الفوتوشوب للعرب
طبنة تصرخ فهل من مغيث © 2010 | عودة الى الاعلى
Designed by Chica Blogger